جامع ومدرسة السلطان الغوري
يقع المبنى على شارع المعز لدين الله (الغورية). وتقابل واجهته الشرقية الضريح والسبيل المنسوبين لنفس المنشئ. وقد اتفقت واجهة الضريح والسبيل مع هذا المبنى طولاً وارتفاعاً وزخرفاً مما أعطى تماثلاً جميلاً وهيأ لمن يعبر بين المجموعتين جواً فنياً رائعاً, القاهرة, مصر
909 هـ / 1504 م
العصر المملوكي
السلطان الأشرف قانصوه الغوري (حكم في الفترة 906 – 922 هـ / 1501 – 1516 م)، وهو آخر السلاطين المماليك.
بني المبنى من الحجر، وتشتمل واجهته الرئيسية الشرقية على مدخل مرتفع يتم الصعود إليه بواسطة سلم يوجد في أسفله حوانيت. ويطلق على هذا النمط من المساجد اسم "المساجد المعلقة." ويتكون المدخل من عقد ثلاثي الفصوص تزينه سبعة صفوف من المقرنصات ذات الدلايات شكلت تكويناً هندسياً بديعاً. ويشتمل المدخل على رنك السلطان الغوري وعلى كسوة رخامية بنظام الأبلق من اللونين الأبيض والأسود. ويعلو الواجهة شريط كتابي بخط النسخ المنقوش في الحجر يشتمل على آيات قرآنية. كما نقشت أعتاب الشبابيك في هذه الواجهة بزخارف نباتية دقيقة. ويعلو المبنى مئذنة ضخمة مربعة المقطع تقع في طرفه الجنوبي الشرقي. وهي تتكون من ثلاثة طوابق بنيت من الحجر، وتحتوي على مقرنصات دقيقة. وتنتهي المئذنة من أعلى بخمسة رؤوس بصلية الشكل تمثل طرازاً متميزاً وفريداً.
يتبع المسقط الأفقي للمبنى نظام التخطيط المتعامد، ويتكون من صحن متوسط تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة. زخرفت أرضية الصحن والإيوانات بزخارف رخامية. ويوجد في أعلى جدران الصحن شريط كتابي بخط الثلث يحتوي على آيات قرآنية ونص تأسيسي يعلوه أربعة صفوف من المقرنصات الخشبية. كما يكسو الأجزاء السفلية من جدران الصحن والإيوانات إزار (وزرة) رخامي بارتفاع 2 م ينتهي بإفريز من الرخام الأبيض كتب عليه بالخط الكوفي المزهر بالمعجون الأسود. ويحتوي إيوان القبلة على محراب من الرخام الدقيق، ويوجد إلى جانبه منبر من حشوات خشبية مطعم بالعاج.
وقد أسرف المهندس في زخرفة المبنى فلم يترك جزءاً منه بدون زخرفة، فقد نقشت الأعتاب كما زينت العقود في الإيوانات بما في ذلك باطن العقود بزخارف نباتية محفورة في الحجر. ذكر المؤرخ ابن إياس (المتوفي حوالي عام 930 هـ / 1524 م) في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور (القاهرة، 1894) أن السلطان العثماني سليم (حكم في الفترة 918 – 926 هـ / 1512 – 1520 م) كان معجباً بهذا المبنى وكان يصفه بقوله "هذه قاعة تاجر"، ورغب في بناء مثله في اسطنبول. وشهد المبنى بدء تنفيذ خطة مرسومة من قبل السلطان سليم عام 923 هـ / 1517 م لنقل الصناع والصناعات والفنون والحرف المصرية إلى اسطنبول وذلك بعد الفتح العثماني لمصر، فاجتمع وزراء السلطان سليم في هذا المبنى واستدعوا أرباب الحرف والفنون لاختيار عدد منهم للسفر إلى اسطنبول.
تتميز بمدخلها المرتفع، الذي يُصعد إليه بسلم، وتقع تحته حوانيت. وقد احتفل السلطان الغوري بافتتاحه في ربيع الآخر، عام 909 هـ / 1503 م، بحضور الخليفة "المستمسك بالله يعقوب". ويُعتبر هذا الجامع تحفة معمارية، فقد عُني به عناية بالغة، كما أُفرط في زخرفته إفراطاً أخرجه من وقار المساجد إلى بهرجة قاعات القصور. وقد أثار إعجاب السلطان سليم الأول عندما دخل مصر فاتحاً. وجمع فيه أرباب الحرف والفنون لاختيار عدد منهم للسفر إلى استنبول.
أرّخ المبنى بناءً على أشرطة كتابية في صحنه وإيواناته تشتمل على اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الانتهاء من البناء.
- الباشا، حسن. موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية (المجلد الأول). القاهرة، 1999.
- عبد الوهاب، حسن. تاريخ المساجد الأثرية بالقاهرة. الطبعة الثانية. القاهرة، 1994.
- D'Avennes, P. L'Art Arabe d'après les Monuments du Caire depuis le VIIe Siècle jusqu'à la Fin du XVIIIe. Paris, 1877.
- Meinecke, M. Die Mamlukische Architektur in Agypten und Syrien. Gluckstadt, 1992.
- .Roberts, D. Egypt Nubia. London, 1896
Tarek Torky "جامع ومدرسة السلطان الغوري" ضمن إكتشف الفن الإسلامي. متحف بلا حدود، 2024. 2024. https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;eg;Mon01;31;ar
الرقم التشغيلي في "م ب ح" ET 31
RELATED CONTENT
Islamic Dynasties / Period
Download
As PDF (including images) As Word (text only)