مسجد فيروز باي
ميلاس, تركيا
26 صفر 797 / 21 كانون الثاني 1394
المعمار: حسن بن عبد الله؛ معلم الزخرفة: موسى بن عادل.
بدايات العهد العثماني
خوجة مبرز الدين فيروز باي.
يحتوي مسجد فيروز باي، المعروف أيضاً بجامع قورشونلو، على زاوية (مأوى للدراويش) ومدرسة وفناء عريض يضم مقبرة. فقدت غرف المدرسة الواقعة على طول الجانب الغربي من الفناء طابعها الخاص في سياق عملية الترميم، بينما نُقلت شواهد الأضرحة التي كانت في المقبرة ذات يوم إلى مقبرة أخرى. يعتبر المبنى مثالاً هاماً لمسجد يضم زاوية أو مضافة. يشغل المسجد بقعة أبعادها 22.80x22.60 متراً، ويتألف من ثلاثة أقسام: رواق للمتأخرين بالقدوم، وفناء داخلي تحيط به مضافتان تستخدمان لاستقبال الضيوف وإيواء الدراويش المتجولين، وقاعة صلاة. إن فسحة الرواق المركزية المخصصة للمتأخرين بالقدوم مسقوفة بقبة، بينما تغطي الفسحات الجانبية أقبية أسطوانية. ويحتوي الفناء الداخلي على قبة منخفضة، وكل من الغرف الأخرى مسقوفة بقبة أيضاً. إن قاعة الصلاة المربعة أكبر من باقي الغرف، وهي أعلى من الفناء الداخلي بحوالي نصف متر، كما أن القبة التي تغطيها ترتكز على رقبة ثمانية الأضلاع. أما نطاق تحوُّل المقاطع فيشتمل على كوّات ركنية مزخرفة بمقرنصات.
يكسو الجدران الخارجية للمبنى شرائح من بلاط السودرا المعرَّق بالأزرق، وهو ما ينم عن حرفية عالية. ولأن الغرف الداخلية مكسوة بالجص، من الصعب معرفة المواد التي استخدمت في بناء المبنى. وفي الركن الشمالي الغربي للبناء ترتفع مئذنة فوق الجدران الخارجية، مكسوة بحجارة صقيلة مقطوعة.
إضافة إلى المزايا المعمارية البارزة، فإن زخارف المبنى جديرة بالاهتمام. فالزخارف الأصلية تظهر على الأجزاء الغائرة من النوافذ ورواق المتأخرين بالقدوم والمدخل والمحراب. فضلاً عن ذلك، أضيفت في ما بعد زخرفة آشي قلم الملونة إلى جدران الغرف والجزء الداخلي من القبة. كما أن الزخرفة الزهرية والهندسية تملأ العوارض الرخامية التي تكسو قنطرة الفسحة المركزية للرواق وكذلك الفراغات الفاصلة بينها. وما يثير الدهشة ذلك الرخام المعرَّق بلونين، الذي يزين سقف السطح المائل. أما ألواح الرخام المستطيلة العائدة إلى الدرابزين الموجود في رواق المتأخرين بالقدوم فقد زُخرفت بالحفر المخرَّم، بما في ذلك الرسوم النجمية والتشكيلات الهندسية المتشابكة. إن باب المدخل المؤطر بطوق من المقرنصات ومساحة مجوفة محاطة بقنطرة ذات لونين، وكذلك ذروة قنطرة المدخل، كلاهما مزينان بالنقوش. ثمة تشابه في زخرفة الرخام ذي اللونين الذي يزين الأجزاء الغائرة والمثلثية من نوافذ الصف العلوي والرواق. كما أن المحراب الرخامي مؤطر بصفين من المقرنصات، في حين أن سطحه المقعر مزين بآيات قرآنية ومصابيح وأرابيسك ورسوم سعفية. وفي حين تمَّ حفر الرسوم الثلاثة للمصابيح المعلقة بسلاسل، فقد نفذت أشكال الزخرفة الأخرى بالنقش البارز قليلاُ، أما تيجان الأعمدة الصغيرة في فجوة المحراب فمزينة بمقرنصات. تمَّ تدوين اسمي المعمار (حسن بن عبد الله) ومعلم الزخرفة (موسى بن عادل) بشكل عمودي على جانبي المحراب. نقل المنبر الأصلي للمسجد إلى استنبول عام 1292 / 1875 وحلَّ محله المنبر الحالي.
إن هذا المبنى الذي خضع لترميمات كبيرة مؤخراً مايزال مفتوحاً بوصفه مكاناً للعبادة.
بني المسجد بعد وقت قصير من فتح إمارة منتشي. ويشير النقش المحفور فوق المدخل أن تاريخ تشييد المبنى هو 26 صفر 797 / 21 كانون الأول 1394، وقد أمر ببنائه الحاج مبرز الدين فيروز باي، حاكم منتشي.
- Akarca, A. Milas. 1954.
Durukan, A. “Firuz Bey Camii ve Medresesi [The Mosque and Madrasa of Firuz Bey].” Türkiye Diyanet Vakfı İslam- Ansiklopedisi [Encyclopaedia of Islam of the Foundation of Religious Affairs of Turkey], vol. 13, Istanbul, 1996, pp. 138 – 140.
Eyice, S. “İlk Osmanlı Devrinin Dini-İçtimai Bir Müessesesi: Zaviyeler ve Zaviyeli Camiler [A Religious-Social- Institution of the Early Ottoman Period: Zawiyas and Mosques with Zawiyas].” İktisat Fakültesi Mecmuası, XXIII (1962–3), Istanbul, pp. 1 – 80.
- Tüfekçioğlu, A. Erken Dönem Osmanlı Mimarisinde Yazı [Writing in Early Ottoman Architecture]. Ankara, 2001.
Ünal, R. H. “Firuz Bey (Kurşunlu Cami).” Erken Osmanlı Sanatı, Beyliklerin Mirası [Early Ottoman Art: The Legacy of the Emirates]. Madrid, 2000, pp. 39 – 40.
Ertan Daş "مسجد فيروز باي" ضمن إكتشف الفن الإسلامي. متحف بلا حدود، 2024. 2024. https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;tr;Mon01;9;ar
الرقم التشغيلي في "م ب ح" TR 14
RELATED CONTENT
Islamic Dynasties / Period
Download
As PDF (including images) As Word (text only)