مجمّع السلطان المنصور قلاوون (ضريح ومدرسة وبيمارستان)
يقع المجمّع على شارع المعز لدين الله (بين القصرين)، على مساحة من الأرض كانت تشكل جزءاً من القصر الفاطمي الغربي, القاهرة, مصر
684 هـ / 1285 م
أشرف على البناء الأمير علم الدين الشجاعي. وكان خبيراً في العمارة والهندسة، وحشد جميع الصناع ومنعهم من العمل في أي مكان آخر من أجل سرعة الانتهاء من المبنى.
العصر المملوكي
السلطان المنصور قلاوون (حكم في الفترة 678 – 689 هـ / 1280 – 1290 م).
يعتبر مجمّع السلطان المنصور قلاوون بداية لظهور طراز معماري جديد، وهو ما يعرف باسم المجمّعات المعمارية التي تشتمل على أكثر من وحدة معمارية مختلفة الأغراض. ويتكون هذا المجمّع من ضريح ومدرسة وبيمارستان.
تطل الواجهة الرئيسية لهذا المجمّع على الشارع، وتمتد بطول 67 م وبارتفاع 20 م، وهي مبنية من الحجر. وتشتمل الواجهة على وحدات رأسية تتكون من جدران غائرة معقودة محمولة على أعمدة رخامية وبداخلها شبابيك مزخرفة بأشكال هندسية مفرغة. وتحتوي الواجهة على شريط كتابي محفور في الحجر بخط الثلث يتضمن اسم منشئ البناء وألقابه وتاريخ الإنشاء.
المسقط الأفقي للضريح مربع طول ضلعه 35 م تقريباً، أقيم وسطه أربعة أعمدة ضخمة من الجرانيت لها تيجان مذهبة وأربعة أكتاف من الطوب كسيت بالرخام الدقيق المطعم بالصدف، وتحمل الأعمدة والأكتاف عقوداً زخرف باطنها بزخارف جصية. وتحدّد الأعمدة والأكتاف وعقودها مسطحاً مثمناً يتوسطه قبر المنصور قلاوون وابنه الناصر محمد (حكم ثلاث مرات في الأعوام 693 – 694هـ / 1294 – 1295م، و 698 – 708 هـ / 1299 – 1309 م، و 709 – 741 هـ / 1309 – 1340 م). ويغطي المنطقة المثمنة قبة ضخمة ذات رقبة مثمنة، وتشبه هذه المنطقة وقبتها إلى حد ما قبة الصخرة في القدس الشريف (بنيت عام 72 هـ / 692 م). وتحتوي جدران الضريح على أُزر (وزرات) رخامية مطعّمة بالصدف تعد من أرق أعمال الرخام في الآثار الإسلامية في مصر. وللضريح محراب زخرف بالرخام والصدف الدقيق، وهو أكبر وأفخم محراب في آثار مصر.
كانت المدرسة تشتمل على صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة إيوانات: إيوانان كبيران هما إيوان القبلة (الإيوان الجنوبي الشرقي) والإيوان المقابل له، وإيوانان صغيران في الجانبين. ولم يبقَ من المدرسة غير إيوان القبلة الذي يتميز بواجهة فريدة لا مثيل لها في مصر تطل على الصحن بواسطة ثلاثة عقود، أكبرها أوسطها. وكان يُعطى في المدرسة دروس في الفقه على المذاهب الأربعة، ودروس في الطب كان الجانب العملي منها يجري داخل البيمارستان.
كان البيمارستان من أسباب بناء هذا المجمّع، إذ يذكر أنه أثناء وجود قلاوون في الشام وهو أمير، مرض مرضاً شديداً فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان نور الدين محمود في دمشق فشفي. وزار قلاوون البيمارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله الملك أن يبني واحداً مثله. وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان قاعة ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمي والتي آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي. وكانت القاعة تقع في نهاية المجمع وتشتمل على أربعة إيوانات. وقد زوّد البيمارستان بالأطباء في جميع التخصصات والممرضين والأثاث والأدوات والأدوية اللازمة. ولم يبقَ من البيمارستان اليوم غير أجزاء قليلة منها جزء من الإيوان الشرقي يحتوي على بقايا فسقية رخامية وشادروان كان مزخرفاً بالرخام الدقيق ويشبه إلى حد كبير ذلك الموجود في قصر العزيزة في باليرمو في صقلية (اكتمل بناؤه بين العامين 561 و 570 هـ / 1166 و 1175 م).
يحتوي المجمع على مئذنة أعاد بناءها عام 703 هـ / 1303 م السلطان الناصر محمد بن قلاوون وذلك بعد سقوطها إثر زلزال عام 702 هـ / 1302 م، وتحمل المئذنة نقشاً كتابياً مؤرخاً يشير إلى أعمال التجديد. وتتكون المئذنة من ثلاثة طوابق: كل من الطابق الأول والثاني مربع الشكل، أما الثالث فمستدير ويحتوي على زخارف تتكون من عقود متشابكة. وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هناك تشابهاً كبيراً بين هذه الزخارف وزخارف العمارة الأندلسية كما نراها في مئذنة الجيرالدا (بنيت عام 578 هـ / 1184 م) في اسبانيا.
يعتبر من أوائل المجمَّعات المعمارية المملوكية، حيث يشتمل على ضريح ومدرسة وجامع وبيمارستان، وقد أُقيم على جزء من القصر الشرقي الفاطمي، وكانت المدرسة مختصة بتدريس المذاهب الأربعة، في فقه السنة، إلى جانب دروس في الطب. أما النواحي العملية فكانت تُمارس في البيمارستان. وقد أقام السلطان هذا البيمارستان على نموذج "بيمارستان نور الدين" في دمشق، الذي كان قد عُولج فيه، وشُفي، قبل توليه الحكم.
أرّخ المبنى بناءً على شريط كتابي بطول الواجهة يشتمل على اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المبنى، وبناءً على نص تأسيسي منقوش على عتب المدخل الرئيسي للمبنى يحمل اسم المنشئ وتاريخ بدء البناء (العام 683 هـ / 1284 م) وتاريخ الانتهاء من البناء (العام 684 هـ / 1285 م).
- الباشا، حسن. موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية (المجلد الأول). القاهرة، 1999.
- سالم، السيد محمود عبد العزيز. المآذن المصرية – نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتى الفتح العثماني. القاهرة، 1959.
- شافعي، فريد. العمارة العربية في مصر الإسلامية. القاهرة، 1991.
- المقريزي، تقي الدين أبي العباس (المتوفي عام 845 هـ / 1442م). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. القاهرة، 1853.
-. Creswell, K.A.C. The Origins of the Cruciform Plan of Cairene Madrasas. Cairo, 1922
- . Herzfeld, E. “Studies in Architecture.” Arts Islamica, 1942
Tarek Torky "مجمّع السلطان المنصور قلاوون (ضريح ومدرسة وبيمارستان)" ضمن إكتشف الفن الإسلامي. متحف بلا حدود، 2024. 2024. https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;eg;Mon01;15;ar
الرقم التشغيلي في "م ب ح" ET 15
RELATED CONTENT
Related monuments
Islamic Dynasties / Period
On display in
Discover Islamic Art Exhibition(s)
The Mamluks | Cairo, Damascus and Jerusalem: Centres of Mamluk Intellectual Life Al-Franj: the Crusaders in the Levant | Two Mamluk Sultans against the FranksDownload
As PDF (including images) As Word (text only)