جامع الأمير شيخو
يقع الجامع في شارع الصليبة (حي السيدة زينب)، وهو من الشوارع التي تزخر بالآثار الإسلامية. ويواجه المبنى الخانقاه التي تنسَب للأمير شيخو أيضاً (بنيت عام 756 هـ / 1355 م), القاهرة, مصر
750 هـ / 1349 م
العصر المملوكي
الأمير شيخو العمري (توفي عام 759 هـ / 1357 م)، وهو أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وتدرّج هذا الأمير في عصر الناصر محمد في العديد من الوظائف حتى تولى قيادة الجيش، وأصبح أميراً كبيراً في عهد السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد.
تطل واجهة المبنى على الشارع. وقد قسِّمت إلى خمسة جدران غائرة توِّجت بصفوف من المقرنصات، وفتح في أسفلها نوافذ. يوجد في أعلى الواجهة شريط كتابي محفور في الحجر بخط النسخ. ويقع المدخل على يسار الواجهة، وهو يتبع الطراز المملوكي للمداخل إذ يتكون من عقد سُقف بنصف قبة يحليها مقرنصات. ويفتح العقد على جدار غائر يحتوي على فتحة الباب التي يعلوها صنج معشقة. تزين المدخل زخارف رخامية ملونة، ويزخرف سبندلي العقد زخارف نباتية مورقة محفورة في الحجر. ويعلو المدخل مئذنة رشيقة تتكون من ثلاثة طوابق: الأول والثاني مثمنان، والثالث تعلوه قمة على شكل قبة صغيرة. والمئذنة مماثلة في الارتفاع والشكل لمئذنة الخانقاه المقابلة لها. ويزين المئذنة زخارف منقوشة في الحجر، كما تحتوي على كسوة من الحجر الأحمر والأبيض تشكل زخارف هندسية تتكون من خطوط متعرجة تأخذ شكل سلسلة متصلة من الرقم "7". وتوجد زخارف مماثلة لهذه الزخرفة المتعرجة في مئذنة جامع السلطان الناصر محمد في القلعة، ولكنها محفورة في الحجر.
ويتكون المسقط الأفقي للجامع من صحن مستطيل تحيط به أربعة إيوانات. يتكون إيوان القبلة من رواقين ويقابله إيوان آخر مماثل له، أما الإيوانان الجانبيان فهما صغيران وتشتمل واجهة كل منهما على عقدين. وكان يعلو محراب الجامع قبة احترقت وسقف إيوان القبلة عام 923 هـ / 1517 م. وأهم ما يميز إيوان القبلة في هذا الجامع المنبر ودكة المبلغ. نفذ المنبر من الحجر، ونقشت في قوائمه وجوانبه زخارف هندسية جميلة، كما زخرفت أعمدته وتيجانها بزخارف كانت ملونة. أما دكة المبلغ فهي عبارة عن منصة يردد منها المبلغ التكبيرات وغيرها ليسمعها كل من في الجامع. وقد نفذت هذه الدكة من الحجر، وهي محمولة على أعمدة منقوشة ولها سلم حجري حلزوني. وتعتبر هذه الدكة أول دكة حجرية في مصر، إذ كان من المألوف أن تكون الدكة رخامية أو خشبية. ويوجد على هذه الدكة نقش كتابي يحمل اسم صاحبها الحاج محمد بن شعبان بن سعيد النقلي وسنة صنعها 961 هـ / 1554 م (العصر العثماني). ومن المرجح أن يكون الحاج محمد بن شعبان هو الذي أمر بعمل المنبر أيضاً.
وللإمام عبد الرحمن السيوطي، العالم الكبير والمؤرخ المتوفي عام 911 هـ / 1505 م، صله وثيقة بهذا الجامع، فقد ولي إحدى وظائفه وهو صغير وألقى فيه أول دروسه بحضور أساتذته.
وقد تم ترميم الجامع عام 1931 – 1933 م بما في ذلك المنبر والمحراب والشبابيك الجصية والأرضيات الرخامية. ويقوم المجلس الأعلى للآثار حالياً (عام 2005 م) بتنفيذ مشروع شامل لترميم الجامع.
تتميَّز المدرسة بمنبرها المُنفَّذ من الحجر، وعليه زخارف هندسية بديعة. كما أن بها "دكّة المُبلِّغ"، التي تُردَّد من فوقها التكبيرات والصلوات، ليسمعها كل من في الجامع، وقد نُفِّذت من الحجر أيضاً، وهي أول دكّة من نوعها في مصر. ويقع في مواجهة هذا الجامع خانقاه للمُنشِئ نفسه.
أرّخ المبنى بناءً على نقش كتابي في واجهته يحمل اسم المنشئ وتاريخ الانتهاء من البناء.
- حسين، سعاد. أعمال الأمير شيخو. رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 1977.
- سالم، السيد محمد عبد العزيز. المآذن المصرية. القاهرة، 1959.
- عبد الوهاب، حسن. تاريخ المساجد الأثرية. القاهرة، 1994.
- المقريزي، تقي الدين أبي العباس (المتوفي عام 845 هـ / 1442 م). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. القاهرة، 1853.
- .Creswell, K.A.C. Muslim Architecture of Egypt (vol II - Ayyubids and Early Mamluks). Oxford, 1960
Tarek Torky "جامع الأمير شيخو" ضمن إكتشف الفن الإسلامي. متحف بلا حدود، 2024. 2024. https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;eg;Mon01;29;ar
الرقم التشغيلي في "م ب ح" ET 29
RELATED CONTENT
Islamic Dynasties / Period
Download
As PDF (including images) As Word (text only)