قصر العظم
دمشق, سوريا
1163/ 50-1749
العثمانيون
أسعد باشا العظم الذي حكم في الفترة 56-1171/ 43-1757.
يحتل قصر العظم مساحة تصل إلى 5500م2، وهو أكبر وأقدم المساكن الخاصة في دمشق، وقد حفظ بشكل كامل، ويعتبر مثالاً نموذجياً للعمارة السكنية الدمشقية بمظهره الخارجي البسيط وزخارفه الداخلية الخلابة. إن التقسيم الداخلي للمبنى إلى منطقة رسمية وأخرى خاصة يتبع العمارة السكنية الإسلامية بشكل عام، وهي خاصية لا تشاهد في البيوت المسيحية أو اليهودية المعاصرة له.
يتم الدخول إلى المبنى عبر مدخل على يساره غرفة الحراسة، ويفضي الممر الطويل المغطى بقبوة متصالبة، الذي يلي المدخل، إلى المضافة قبل الدخول إلى الجناح الرسمي وهو السلاملك. تم تنظيم السلاملك حول فسحة سماوية صغيرة لها إيوان في الجدار الجنوبي تحيط به غرفتان للاستقبال، كما توجد غرف للضيوف ومطبخ صغير للإطعام. ومن هذا المكان يمكن الدخول إلى المنطقة الأكثر روعة في المبنى وهي الحرملك حيث تعيش الأسرة، وتقيم النساء والأولاد. تنتظم الغرف في هذه المنطقة حول فسحة سماوية واسعة أبعادها 56×24م، ولها بحرتان وحديقة في الوسط. تستخدم الغرف على الجهة الشمالية من الفسحة للمعيشة في الشتاء، وقد تم تزويدها برواق محمول على أعمدة كلاسيكية من البازلت جلبت من درعا وبصرى، ويقابل الرواق قاعة الاستقبال الثلاثية بزخارفها الرائعة من عجينة الحجر، وحدائق صغيرة إلى الشمال والشرق. يواجه الإيوان في الجهة الجنوبية الشرقية البحرة المستطيلة الكبيرة، ويجاوره الحمام، وهو قسم غير معتاد في البيوت الخاصة. وهناك قسم المطبخ المنظم بالطريقة نفسها حول فسحة سماوية، وفيه منطقة للعربات والخيول.
يمكن ملاحظة النوعية العالية للمواد التي تم استخدامها في بناء القصر في الأعمدة البازلتية من حوران، وفي الحجر الكلسي من المزة والزبداني وحلب، وفي الرخام الذي تم استيراده من إيطاليا على الأرجح، كما تزين اللوحات الخشبية الملونة الجدران والأسقف. وفي عام 1830 تم تجديد المبنى وتزيينه بللوحات التي تعطي الإحساس بالأبعاد الثلاثة والتي كانت دارجة في ذلك الوقت.
تطلب إنشاء مقر إقامة أسعد باشا العظم سنتين من العمل و800 عاملاً لاستكماله، ويذكر البديري، مؤرخ القرن الثامن عشر النقص الذي حصل في العمال ومواد البناء بسبب ذلك، وأنه تم قطع المياه عن المدينة حتى يتم تحويلها إلى القصر.
أظهرت أعمال التنقيب في عشرينيات القرن العشرين احتمال بناء القصر على منشأة هامة سابقة كمقر إقامة الحاكم المملوكي تنكز (12-729/ 12-1327). وتنبع الأهمية الاجتماعية والسياسية للموقع من قربه من الجامع الأموي. ومع بناء الخانات العثمانية الجديدة إلى الجنوب منه، ظهر المزيد من قوة عائلة العظم التجارية عند قيام أسعد باشا بإنشاء الخان الأكبر والأكثر روعة في المدينة عام 1171/ 1757 الذي ما يزال يعرف باسم خان أسعد باشا.
يُعتبر هذا المبنى البناء المدني الضخم الوحيد الذي ما زال قائماً بكامله إلى يومنا هذا. مساحته أكثر من 5500 متر مربع، ومُصمَّم وفقاً للطراز المعماري الدمشقي المحلي. المظهر الخارجي للبناء بسيط جداً، على عكس التصميم الداخلي المُميَّز والغني. يحتوي المبنى على مكان رسمي مُخصَّص للرجال، وآخر مُخصَّص للنساء، وكل منها مُزوَّد بساحة من حدائق الزهور، والنوافير، وغرف الإستقبال. زُخرفت غرف الاستقبال بتصاميم على طراز أبلق، وكذلك تصاميم من الحجارة واللوحات الفنية على خلفيات من الخشب. يقع هذا القصر في قلب مدينة دمشق الحيوية تجارياً ودينياً، وكان يسكنه الحاكم الدمشقي أسعد باشا العظم.
يذكر مؤرخ القرن الثامن عشر الدمشقي أحمد البديري الحلاق أنه في عام 1163 (1750) بدأت أعمال بناء القصر.
- أحمد بديري الحلاق (القرن الثامن عشر)، حوادث دمشق اليومية (تحقيق أحمد عزة عبد الكريم)، القاهرة 1959.
- .Ecochard, M., “Le Palais Azem de Damas”, Gazette des Beaux-Arts, April, 1935
- .Sack, D., Damaskus, Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt, Mainz, 1989
- .Sauvaget, J., Les monuments historiques de Damas, Beyrouth, 1932
- .Sinjab, K., Das Arabische Wohnhaus des 17. bis 19. Jahrhunderts in Syrien, Aachen, 1965
Verena Daiber "قصر العظم" ضمن إكتشف الفن الإسلامي. متحف بلا حدود، 2024. 2024. https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;sy;Mon01;21;ar
الرقم التشغيلي في "م ب ح" SY 25
RELATED CONTENT
Related monuments
Islamic Dynasties / Period
On display in
Exhibition(s)
Download
As PDF (including images) As Word (text only)